بيان الاتحاد النسائي البحريني بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

انطلاقاً من الالتزام الإنساني والمجتمعي العميق تجاه حماية المرأة وصون كرامتها، وتزامناً مع إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، يؤكد الإتحاد النسائي البحريني في مملكة البحرين موقفه الثابت والراسخ في مواجهة جميع أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة، سواء كان عنفاً جسدياً أو نفسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو رقمياً.

ويشيد الإتحاد النسائي البحريني بما حققته مملكة البحرين من خطوات تشريعية ومؤسسية رائدة لتعزيز الحماية للمرأة، وفي مقدمتها قانون الحماية من العنف الأسري، والدور الهام الذي تضطلع به المؤسسات الرسمية والأهلية في تقديم الدعم والمساندة والتمكين للنساء والفتيات. كما تؤكد الجمعيات النسائية ضرورة مواصلة تطوير السياسات الوطنية التي تعزز من جودة حياة المرأة والأسرة وتدعم استقرارها وأمنها الاجتماعي.

وفي سياق متصل، يعرب الإتحاد النسائي البحريني عن بالغ قلقه من تصاعد العنف الموجّه ض أمنها الجسدي والنفسي والإنساني، كما يرفض الإتحاد النسائي البحريني كافة أشكال العنف التي تتعرض لها النساء في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، ومن بينها فلسطين واليمن وسوريا والسودان، حيث تواجه النساء القتل والتشريد والنزوح والتجويع، مما يستدعي تحركا دوليا فاعلا لحمايتهن وضمان حقوقهن الأساسية. 

ويدعو الإتحاد النسائي البحريني المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لتفعيل المواثيق الدولية ذات الصلة، وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات، وتوفير الدعم الإنساني والنفسي والقانوني للنساء المتضررات، بما يكفل لهنّ الأمن والكرامة وحقّهن في الحياة.

في هذا اليوم العالمي، يقف الاتحاد النسائي البحريني بكل فخر متضامنا مع نساء العالم أجمع، لإحياء ذكرى النضال ضد كافة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة، ولتجديد العهد بمواصلة العمل من أجل مجتمع آمن، عادل، ومُنصف للمرأة البحرينية

 

يُحيي الاتحاد النسائي البحريني، مع سائر شعوب العالم، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدًا أن مكافحة العنف بكل أشكاله هي مسؤولية وطنية ومجتمعية وأخلاقية، لا تحتمل التأجيل أو التهاون.

إن العنف ضد المرأة لا يمس فرداً بعينه، بل يهزّ أركان المجتمع بأسره، ويعيق مسيرة التنمية والعدالة الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، يؤكد الاتحاد النسائي البحريني أن مكافحة العنف ليست مسؤولية فردية، بل هي واجب وطني وإنساني يتطلب تضافر الجهود بين المُؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والأفراد.

إن العنف الأسري لا يزال أحد أبرز التحديات التي تواجه النساء والفتيات في مختلف المجتمعات، بما في ذلك مجتمعنا البحريني، حيث تظهر أشكال متعددة من العنف، سواء كان جسديًا، نفسيًا، اقتصاديًا أو مؤسسيًا.

لقد حققت المرأة البحرينية إنجازات مشهودة في مختلف المجالات، ولكن لا تزال هناك تحديات تتطلب وقفة جادة، وتشريعات أكثر صرامة، وآليات حماية فعالة، ومناهج تربوية تعزز ثقافة الاحترام والمساواة.

 

وإذ يؤكد الاتحاد التزامه الثابت بالدفاع عن حقوق المرأة البحرينية، فإنه يشدد على ضرورة:

- تطوير التشريعات الوطنية بما يضمن حماية المرأة من كافة أشكال العنف.

- تعزيز ثقافة التبليغ عن حالات العنف وتسهيل وصول النساء إلى قنوات الدعم والحماية

- رفع مستوى الوعي المجتمعي حول خطورة العنف وآثاره النفسية والاجتماعية وآثاره بعيدة المدى على الفرد والأسرة والمجتمع.

- تمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا لحمايتهن من التبعية والعنف..

- تعزيز التوعية المجتمعية بثقافة احترام المرأة ورفض التمييز.

- دعم الناجيات من العنف نفسيًا وقانونيًا واجتماعيا وتوفير بيئة آمنة لهن للشفاء والتمكين.

- -تشجيع التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية لتطوير المبادرات المشتركة للوقاية من العنف والاستجابة له 

- إشراك الرجال والشباب في حملات التوعية كمكون أساسي في التغيير

- دعم المبادرات الشبابية والمدرسية التي تنشر قيم الاحترام والمساواة والتعاطف

 

  في هذا اليوم، يدعو الاتحاد النسائي البحريني كافة مؤسسات الدولة، ومكونات المجتمع المدني، والإعلام، إلى العمل المشترك والتنسيق المستمر لمواجهة هذه الظاهرة، وبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

فلنجعل من هذا اليوم منطلقًا لتعزيز جهودنا، ولنقف معًا ضد كل ما يهدد أمن وكرامة المرأة وليكون هذا اليوم انطلاقة جديدة نحو مستقبل خالٍ من العنف، تسوده العدالة والمساواة، وتزدهر فيه المرأة البحرينية بكل طاقاتها وإبداعاتها.

وفي ختام هذا البيان، يجدد الإتحاد النسائي البحريني التزامه بمواصلة العمل بكل قوة وإيمان لحماية المرأة، وتمكينها، والدفاع عن حقوقها، وإطلاق البرامج والمبادرات التي تضمن لها حياة آمنة وكريمة، إيماناً بأن كرامة المرأة هي أساس تقدم المجتمعات واستدامة التنمية.

 

كل عام ونساء البحرين والعالم بألف خير، في سلام وأمان وكرامة.