*الاستثمار الوهمي* *بقلم: أ. جلال القصاب* تعددت أساليب النصب والاحتيال خلال العقدين الماضيين بالرغم من التحذيرات والتنبيهات التي يطلقها الاقتصاديون والجهات المختصة والعلماء والعقلاء إلا أن الرغبة الجامحة عند البسطاء كانت ولا تزال متوهجةً من أجل الحصول على الربح السريع والوصول إلى مرحلة الثراء بحسب نظرتهم القاصرة. لست أدري أين يكمن الخلل تجاه هذه الممارسات التي اجتاحت مجتمعنا خلال فترة وجيزة وتتجدد بين الحين والآخر، وفي كل مرة يكون الضحايا من متوسطي الدخل الذين يسعون إلى تعديل أوضاعهم المعيشية ولكن مع الأسف يسيرون في الطريق الخاطئ. فهل يكون ذلك نتيجة لضنك العيش الذي يعيشه الفرد المتمسك بمثل هذا الطموح الوهمي؟ أم هي سذاجة بلا وعي تكون نهايتها مؤلمة للجميع. الغريب في الأمر أن الكثير ممن وقعوا في مثل هذا الفخ كانوا يُعتبرون من العقلاء المتّزنين في تصرفاتهم وأفعالهم، لكن هذا الأمر أثبت لنا ضرورة معرفة الأشخاص والحكم عليهم عند الاختبار. لابد لنا من وقفة إدراك لما يجري، وما هي الأسباب التي جعلت الكثيرين يسلكون مسلكاً قد يعرضهم إلى أزمات مالية تؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي بشكل عام، فالتأثير لا يكون على شخصٍ بعينه بل على أسرة كاملة. و الغريب في الأمر أن من يقعون في فخ النصب والاحتيال هم أنفسهم الذين وقعوا فيه من قبل، فما الذي يعنيه هذا الأمر؟؟!! ليس معيباً أن يسعى الإنسان لتعديل وضعه المالي وأن يطمح في الوصول إلى مستوى معيشي أفضل مما هو عليه، لكن ذلك لا يتحقق إلا بعدة أمور أولها التخطيط الجيد للعمل، و عمل الدراسةالمناسبة ، ووجود رأس المال المناسب لأي مشروع يخوضه الإنسان، إضافة إلى توقّع احتمالية الربح أو الخسارة، ويسبق ذلك كله التوفيق من الله سبحانه وتعالى والرضا بما يقسمه الله لنا. أما الدخول في مثل هذه المتاهات المشبوهة والجري خلف الأوهام والبحث عن الربح السريع فإن ذلك يعني أننا لم نتعلّم ولن نتعلّم أبداً. *قال الإمام الصادق عليه السلام* *( اِرضَ بما قسم الله لك تكن غنياً )*. ميزان الحكمة / ج٢ / ص ١٠٩٤

*الاستثمار الوهمي* *بقلم: أ. جلال القصاب* تعددت أساليب النصب والاحتيال خلال العقدين الماضيين بالرغم من التحذيرات والتنبيهات التي يطلقها الاقتصاديون والجهات المختصة والعلماء والعقلاء إلا أن الرغبة الجامحة عند البسطاء كانت ولا تزال متوهجةً من أجل الحصول على الربح السريع والوصول إلى مرحلة الثراء بحسب نظرتهم القاصرة. لست أدري أين يكمن الخلل تجاه هذه الممارسات التي اجتاحت مجتمعنا خلال فترة وجيزة وتتجدد بين الحين والآخر، وفي كل مرة يكون الضحايا من متوسطي الدخل الذين يسعون إلى تعديل أوضاعهم المعيشية ولكن مع الأسف يسيرون في الطريق الخاطئ. فهل يكون ذلك نتيجة لضنك العيش الذي يعيشه الفرد المتمسك بمثل هذا الطموح الوهمي؟ أم هي سذاجة بلا وعي تكون نهايتها مؤلمة للجميع. الغريب في الأمر أن الكثير ممن وقعوا في مثل هذا الفخ كانوا يُعتبرون من العقلاء المتّزنين في تصرفاتهم وأفعالهم، لكن هذا الأمر أثبت لنا ضرورة معرفة الأشخاص والحكم عليهم عند الاختبار. لابد لنا من وقفة إدراك لما يجري، وما هي الأسباب التي جعلت الكثيرين يسلكون مسلكاً قد يعرضهم إلى أزمات مالية تؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي بشكل عام، فالتأثير لا يكون على شخصٍ بعينه بل على أسرة كاملة. و الغريب في الأمر أن من يقعون في فخ النصب والاحتيال هم أنفسهم الذين وقعوا فيه من قبل، فما الذي يعنيه هذا الأمر؟؟!! ليس معيباً أن يسعى الإنسان لتعديل وضعه المالي وأن يطمح في الوصول إلى مستوى معيشي أفضل مما هو عليه، لكن ذلك لا يتحقق إلا بعدة أمور أولها التخطيط الجيد للعمل، و عمل الدراسةالمناسبة ، ووجود رأس المال المناسب لأي مشروع يخوضه الإنسان، إضافة إلى توقّع احتمالية الربح أو الخسارة، ويسبق ذلك كله التوفيق من الله سبحانه وتعالى والرضا بما يقسمه الله لنا. أما الدخول في مثل هذه المتاهات المشبوهة والجري خلف الأوهام والبحث عن الربح السريع فإن ذلك يعني أننا لم نتعلّم ولن نتعلّم أبداً. *قال الإمام الصادق عليه السلام* *( اِرضَ بما قسم الله لك تكن غنياً )*. ميزان الحكمة / ج٢ / ص ١٠٩٤