- من نحن
- الانجازات
- خدماتنا
- المستفيدين
- في الاعلام
- ميديا
- تواصل معنا
*طفلي يغرق!* مررت في أحد أيام موسم عاشوراء بطفل لا يتجاوز الرابعة من عمره، وهو مستلقيًا داخل أحد المآتم الحسينية أثناء انعقاد المجلس، وفي يده الصغيرة هاتفٌ ذكي وعيناه متعلقتان بشاشته، بينما كانت المقاطع القصيرة تتوالى عليه واحدة تلو الأخرى على إحدى المنصات الرقمية. ليس الحديث هنا عن ماذا كان يشاهد، ولا عن الأطفال الثلاثة الذين التفوا حوله يشاركونه التحديق ذاته، ولا حتى عن ذلك الشرود الذهني الذي غطى ملامحهم، وقد انفصلوا تماماً عن واقع المجلس الحسيني رغم وقع اللطم وصوت الحزن الذي يملأ المكان، بل الحديث هنا عنّا نحن كأولياء أمور وما نحمل بين أيدينا من أمانة التربية والتوجيه. الإعلام المفتوح كيف يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نسلّم طفلًا في هذا العمر إلى عالم افتراضي مفتوح، مليء بالرسائل والمضامين التي لا يناسب كثيرٌ منها فطرته ولا مرحلة نضوجه؟ إن الهاتف المحمول لم يعد مجرّد وسيلة للاتصال، بل أصبح منصة إعلامية متكاملة تحاكي العقول وتؤثر في القيم وتوجّه السلوك، وهو ما يُعرف اليوم بـ (ميديا الموبايل) أو إعلام الهاتف المحمول، حيث باتت كل منصة رقمية — فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، يوتيوب — وسيطًا إعلاميًا يبث الأفكار ويعيد تشكيل المفاهيم بخيرها وشرها ودون حسيب أو رقيب. أطفال وسط البحر المتلاطم ليس من التوازن ولا من الحكمة أن نترك أطفالنا يغرقون في هذا البحر المتلاطم من دون مرشد أو معين، لا لسبب سوى رغبتنا في أن يقضوا بعض الوقت بعيداً عنا. إننا بذلك نبعدهم عن الطريق السوي، بل ونرميهم في عباب فوضى أبعد ما تكون عن التربية الدينية والأخلاقية الصالحة. فليكن – أخواني وأخواتي أولياء الأمور - وجودنا إلى جانبهم واجبًا لا خيارًا، نراقب ونناقش ونشارك، ثم - بعد أن تتشكل حصانتهم الدينية والمعرفية - ندعهم يبحرون بثقة لا بخوف، أما أن نرميهم في عمق البحر ثم نستنكر غرقهم، فذلك هو الإهمال بعينه.
*طفلي يغرق!* مررت في أحد أيام موسم عاشوراء بطفل لا يتجاوز الرابعة من عمره، وهو مستلقيًا داخل أحد المآتم الحسينية أثناء انعقاد المجلس، وفي يده الصغيرة هاتفٌ ذكي وعيناه متعلقتان بشاشته، بينما كانت المقاطع القصيرة تتوالى عليه واحدة تلو الأخرى على إحدى المنصات الرقمية. ليس الحديث هنا عن ماذا كان يشاهد، ولا عن الأطفال الثلاثة الذين التفوا حوله يشاركونه التحديق ذاته، ولا حتى عن ذلك الشرود الذهني الذي غطى ملامحهم، وقد انفصلوا تماماً عن واقع المجلس الحسيني رغم وقع اللطم وصوت الحزن الذي يملأ المكان، بل الحديث هنا عنّا نحن كأولياء أمور وما نحمل بين أيدينا من أمانة التربية والتوجيه. الإعلام المفتوح كيف يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نسلّم طفلًا في هذا العمر إلى عالم افتراضي مفتوح، مليء بالرسائل والمضامين التي لا يناسب كثيرٌ منها فطرته ولا مرحلة نضوجه؟ إن الهاتف المحمول لم يعد مجرّد وسيلة للاتصال، بل أصبح منصة إعلامية متكاملة تحاكي العقول وتؤثر في القيم وتوجّه السلوك، وهو ما يُعرف اليوم بـ (ميديا الموبايل) أو إعلام الهاتف المحمول، حيث باتت كل منصة رقمية — فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، يوتيوب — وسيطًا إعلاميًا يبث الأفكار ويعيد تشكيل المفاهيم بخيرها وشرها ودون حسيب أو رقيب. أطفال وسط البحر المتلاطم ليس من التوازن ولا من الحكمة أن نترك أطفالنا يغرقون في هذا البحر المتلاطم من دون مرشد أو معين، لا لسبب سوى رغبتنا في أن يقضوا بعض الوقت بعيداً عنا. إننا بذلك نبعدهم عن الطريق السوي، بل ونرميهم في عباب فوضى أبعد ما تكون عن التربية الدينية والأخلاقية الصالحة. فليكن – أخواني وأخواتي أولياء الأمور - وجودنا إلى جانبهم واجبًا لا خيارًا، نراقب ونناقش ونشارك، ثم - بعد أن تتشكل حصانتهم الدينية والمعرفية - ندعهم يبحرون بثقة لا بخوف، أما أن نرميهم في عمق البحر ثم نستنكر غرقهم، فذلك هو الإهمال بعينه.