«الأيام» تستعرض أبرز تحديات «العمل الخيري» في يومه العالمي

تحتفل الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم 5 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للعمل الخيري، الذي تم إقراره بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.

حول ذلك، استطلعت «الأيام» آراء عدد من الناشطين في مجال العمل الخيري، حول أبرز التحديات والمعوقات التي تواجههم، إذ أشار أحمد طاهر رئيس جمعية مدينة حمد الخيرية إلى أنها تنقسم إلى ثلاث أقسام، تكمن في البيت الداخلي إذ تواجه الجمعيات صعوبة في إيجاد متطوعين وبالخصوص فئة الشباب، بالإضافة إلى قوانين وضوابط وزارة التنمية، والصورة النمطية السلبية للمجتمع ونظرته تجاه الجمعيات الخيرية.

 

وقال: «العديد من الأشخاص يرون أنهم محتاجون، وحين يتم رفض طلباتهم بناءً على معايير دقيقة يعتبر ذلك إهانة، وتتكون لديه صورة سلبية، والبعض يرى أن المستندات المطلوبة أمر تعجيزي، لكنها في الواقع ضرورية وتمثل جزءًا أساسيًا من اشتراطات جمع المال ولا بد من تزويد الوزارة بها».

بينما ذكر سيد حسن شبر، وهو أحد أعضاء جمعية الهملة الخيرية، أن العمل الخيري مسؤولية مشتركة على الجميع، ويجب إعطاؤها اهتمامًا بالغًا، وهناك وعي واهتمام بهذا العمل النبيل في مملكة البحرين.

وأضاف: «هناك حاجة ماسة لتطوير مقرات الجمعيات الخيرية لممارسة العمل بأريحية، بحيث تضم جميع المرافق، وأن تراعى مسألة الإيجارات، ولا بد من تسهيل تعامل الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني مع الجهات الرسمية الحكومية، وتسهيل إصدار التصاريح ومراجعة بعض القرارات والقوانين بصورة دورية لتسهيل عملية تنظيم العمل المؤسسي».

وأشاد السيد بانخراط الشباب في العمل الخيري والتطوعي، مؤكدًا أهمية رفد الساحة بوجوه ودماء جديدة تسهم في الارتقاء والإبداع والتطوير وطرح الأفكار الجديدة، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الأنشطة التي تقدمها المؤسسات المدنية والجمعيات الخيرية.

من جانبه، قال يوسف البناء من جمعية المحرق الخيرية إن العمل الخيري يندرج في إطار خدمة الوطن والمجتمع، ولا بد من التفكير في أفضل السبل للتغيير وتقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة، ورفع المعاناة عن كاهل المحتاجين والمعوزين سواء بالدعم المادي أو المعنوي، لافتًا إلى أن مواقف أهل البحرين يُشار إليها بالبنان، وقد أثبت الشعب تكاتفه في العديد من القصص خاصة من خلال الحملات التي يتم تنظيمها من قبل الجمعيات، سواء للعلاج أو إعادة بناء البيوت وغيرها.

وأشار إلى أن أبرز التحديات والمعوقات التي يواجهها العمل الخيري في الوقت الحالي هو عدم إلمام أو معرفة الفرد المتطوع بأهمية العمل الخيري وما له ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى والمردود الإيجابي على المجتمع، إضافة على انشغال كثير من أفراد المجتمع بأعمالهم وارتباطاتهم الشخصية والعائلية، وبالتالي ابتعادهم عن الترشح للجمعيات والمؤسسات الخيرية.

وفيما يتعلق باستغلال الجمعيات الخيرية لخوض المعترك الانتخابي، قال صلاح بوحسن رئيس جمعية المحرق الخيرية إن ذلك العمل منافٍ للدين وللقيم والأخلاق، وهو استغلال لاسم العمل الخيري للحملات الانتخابية، وهذا تعدٍّ واضح وصريح على القوانين والأنظمة المعمول بها في مملكة البحرين وفيه خلط بين العمل الأهلي والسياسي. وأضاف: «وزارة التنمية الاجتماعية حذّرت الجمعيات الخيرية من الاشتغال بالسياسة، وذلك استنادًا لنص المادة رقم (18) من المرسوم بقانون رقم (21) لسنة 1989 بشأن إصدار قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة وتعديلاته، ومثل أولئك لا يؤتمنون على الوطن ومصالح الناس».

أما بالنسبة للتحديات، فقال بوحسن إن هناك شحًا وضعفًا في الموارد المالية، وعدم توافر السيولة المالية لشراء عقارات استثمارية يعود ريعها لصالح العمل الخيري لتغطي البرامج والأنشطة الخيرية.

في السياق ذاته، قد ذكر نضال البناء رئيس مجلس الإدارة بجمعية مدينة عيسى الخيرية الاجتماعية أن العمل الخيري والتطوع من أجمل وأصعب التجارب، إذ ينعكس على الفرد بشكل كبير ويسهم في شعوره بالراحة النفسية والرضا عن النفس، ولكن في الجهة المقابلة يواجه العاملون في المجال ضغوطات كبيرة مجتمعية نظرًا لتعاملهم مع موارد مالية محدودة وصعوبة توجيهها لمستحقيها، والتحدي يكمن في توزيع الأموال بصورة عادلة وصحيحة. وأشار إلى أن أفق العمل الخيري في البحرين محدود مقارنة بالدول الشقيقة، ولا بد من زيادة مساحة الحرية وتخفيف القيود لإتاحة المجال لانخراط أكبر عدد من المتطوعين في العمل الخيري.

الروابط

اضغط على الرمز لفتح الرابط