هل تسرق الشاشات طفولة أبنائنا؟ بقلم: أ. محمد القصاب “ألحين الواحد يقدر يشرب كوفي ماله وهو مرتاح”، تردد الأم هذه العبارة بعد ظهر كل يوم، وهي تسلّم جهاز (الآيباد) لابنها ليقضي أجمل ساعات يومه في مشاهدة ما يحب من رسوم متحركة، بينما تقضي هي أهدأ ساعات يومها في متابعة المنشورات في برامج التواصل الاجتماعي. يتكرر هذا المشهد في كثير من المنازل مع اختلاف طفيف في التفاصيل، إلا أن ما يتكرر يومياً معه من مخاطر يخفي وراءه تحديات خطيرة قد تضر بتطور الأطفال ونموهم. حيث أشارت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً أمام الشاشات يعانون من عزلة اجتماعية بنسبة 30% أكثر من غيرهم، وقد يعانون من صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية مع زملائهم. كما أظهرت دراسة أخرى من جامعة هارفارد أن الأطفال الذين يتعرضون لفترات طويلة من استخدام الأجهزة الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات التركيز وفرط الحركة وقلة الانتباه. علاوة على ذلك، تشير دراسة أجريت على عينة من الأسر إلى أن الأطفال المدمنين على الشاشات قد يواجهون مشاكل في التربية الأسرية والعلاقات مع الآباء، مما يؤدي إلى ضعف التواصل العائلي وظهور سلوكيات سلبية. وإلى جانب المخاطر النفسية والاجتماعية، لا يمكن تجاهل التأثير السلبي للشاشات على الصحة البدنية للأطفال، فقد أظهرت الدراسات أن الجلوس الطويل أمام الشاشات يؤدي إلى انخفاض مستوى النشاط البدني وزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل في العيون مثل إجهاد العين وقصر النظر. لذلك من المهم أن يحفز الوالدان أطفالهم على الانخراط في أنشطة خارجية مثل الرياضة والألعاب الحركية، لتعزيز صحتهم البدنية والوقاية من المشكلات الصحية المتعلقة بالجلوس المطول. نحن هنا لا ندعو إلى عزل الطفل عن عالم التكنولوجيا، لكنه من الضروري أن يعمل الوالدان على تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا وصحة الطفل بعيداً عن الشاشات، مما يؤدي لتقليل الآثار السلبية ولتعزيز نمو الأطفال العقلي والاجتماعي بشكل صحي. كما ينبغي أن يحث الوالدان أبنائهم على المشاركة في البرامج الاجتماعية والدينية الجماعية، والتي من شأنها أن تسهم في التخلص من الصعوبات المرتبطة بالعزلة الاجتماعية لدى الأطفال.

هل تسرق الشاشات طفولة أبنائنا؟ بقلم: أ. محمد القصاب “ألحين الواحد يقدر يشرب كوفي ماله وهو مرتاح”، تردد الأم هذه العبارة بعد ظهر كل يوم، وهي تسلّم جهاز (الآيباد) لابنها ليقضي أجمل ساعات يومه في مشاهدة ما يحب من رسوم متحركة، بينما تقضي هي أهدأ ساعات يومها في متابعة المنشورات في برامج التواصل الاجتماعي. يتكرر هذا المشهد في كثير من المنازل مع اختلاف طفيف في التفاصيل، إلا أن ما يتكرر يومياً معه من مخاطر يخفي وراءه تحديات خطيرة قد تضر بتطور الأطفال ونموهم. حيث أشارت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً أمام الشاشات يعانون من عزلة اجتماعية بنسبة 30% أكثر من غيرهم، وقد يعانون من صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية مع زملائهم. كما أظهرت دراسة أخرى من جامعة هارفارد أن الأطفال الذين يتعرضون لفترات طويلة من استخدام الأجهزة الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات التركيز وفرط الحركة وقلة الانتباه. علاوة على ذلك، تشير دراسة أجريت على عينة من الأسر إلى أن الأطفال المدمنين على الشاشات قد يواجهون مشاكل في التربية الأسرية والعلاقات مع الآباء، مما يؤدي إلى ضعف التواصل العائلي وظهور سلوكيات سلبية. وإلى جانب المخاطر النفسية والاجتماعية، لا يمكن تجاهل التأثير السلبي للشاشات على الصحة البدنية للأطفال، فقد أظهرت الدراسات أن الجلوس الطويل أمام الشاشات يؤدي إلى انخفاض مستوى النشاط البدني وزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل في العيون مثل إجهاد العين وقصر النظر. لذلك من المهم أن يحفز الوالدان أطفالهم على الانخراط في أنشطة خارجية مثل الرياضة والألعاب الحركية، لتعزيز صحتهم البدنية والوقاية من المشكلات الصحية المتعلقة بالجلوس المطول. نحن هنا لا ندعو إلى عزل الطفل عن عالم التكنولوجيا، لكنه من الضروري أن يعمل الوالدان على تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا وصحة الطفل بعيداً عن الشاشات، مما يؤدي لتقليل الآثار السلبية ولتعزيز نمو الأطفال العقلي والاجتماعي بشكل صحي. كما ينبغي أن يحث الوالدان أبنائهم على المشاركة في البرامج الاجتماعية والدينية الجماعية، والتي من شأنها أن تسهم في التخلص من الصعوبات المرتبطة بالعزلة الاجتماعية لدى الأطفال.