الكوثر.. والمركز الرعائي الشامل للأيتام

منذ أُسست جمعية الكوثر للرعاية الاجتماعية (لرعاية اليتيم) قبل 19 عامًا، في 3 مارس من العام 2003، بدأت في تقديم خدماتها المتنوعة للأيتام من أجل تنمية قدراتهم ومهاراتهم في التعليم، ورعاتهم صحيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، ونفسيًا ومعنويًا، ونظمت لهم البرامج الهادفة والفعاليات والأنشطة المفيدة، وكذلك تقوم بتنظيم رحلات إلى العمرة وزيارة النبي محمد (ص) بالمدينة المنورة، وتعمل لهم رحلات وبرامج ترفيهية في داخل منلكة البحرين وخارجها، وتقدم لهم مساعدات في المواسم الدينية والتعليمية والعالمية، مثل شهر رمضان المبارك، والعيدين «الفطر والأضحى»، وافتتاح المدارس، ويوم اليتيم العربي والعالمي، وتقيم لهم سنويًا احتفالات لتكريم المتفوقين والمتفوقات والناجحين منهم، لتحفيزهم وتشجيعهم نفسيًا ومعنويًا على التفوق والتميز في دراستهم، يحضر الحفل جمع غفير من الكافلين والكافلات والداعمين والداعمات والمتبرعين والمتبرعات وبعض الضيوف من رجال الأعمال والأكاديميين وأعضاء من مؤسسات المجتمع المدني، وعدد من الجمعيات الخيرية المتعاونة مع الجمعية في مجال رعاية الأيتام، وقد تخرج من الأيتام أفواج من الطلبة والطالبات من الثانوية العامة والجامعة، بمختلف التخصصات والمسارات التعليمية والمهنية.
من المفيد أن نشير إلى مشروع المنح الجامعية الدراسية للأيتام، الذي حقق نجاحات باهرة، وقد استفاد منه الكثير من الأيتام، وتتحمل رعاية اليتيم إلى سن 18 عامًا، علمًا أن الجمعية ترعى أكثر 2000 يتيم وأكثر من 888 من أسر الأيتام.
نجد لدى المتابعين لشأن الجمعية والأيتام معلومات كافية بأن الجمعية قد استثمرت قدرات ومهارات اليتم بكل الطرق والوسائل والتقنيات والتكنولوجية الحديثة، من خلال إشراكهم في عدد من نشاطاتها التي تقيمها للأيتام، والجمعية لم تقف عند هذا الحد، بل قامت برعاية أمهاتهم وأسرهم وتنظيم ورش عمل وإقامة برامج وإعداد فعاليات متنوعة لأمهات الأيتام، لتساعدهن على كيفية التعامل السليم مع أيتامهن، فالجمعية لم تحصر عملها وخدماتها في منطقة واحدة ولا لفئة معيّنة، وإنما تقدم خدماتها لجميع أيتام المدن والقرى والمناطق الواقعة في محافظات البحرين الأربع، وأنقل للقراء الكرام تصريح أحد الإداريين والمؤسسين للجمعية البارزين بالنص:
«الآن الجمعية تعمل بما لديها من إمكانات متوافرة، تسعى جاهدة الآن لتمكين الأسر والأيتام في جوانب الحياة، والعمل على مشروع توظيف الأيتام المتخرجين من الجامعة والمرحلة الثانوية، وفي صدد عمل مشروع تجاري غير ربحي لتدريب وتوظيف الأيتام فيه (مشروع ميديا الكوثر)». وأضاف قائلًا: «الدعم المالي سيكون رافدًا مهمًا لتنفيذ المشروع الذي يغطي كل احتياجات أسر الأيتام، وأعدّت الجمعية دليلًا للمساعدات لتنظيم هذه العملية».
مع كل ما تقدمه الجمعية من خدمات كبيرة ورائعة للأيتام وأسرهم، رأينا من واجبنا الأخلاقي والإنساني، بوصفنا متابعين لهذا العمل النبيل الذي تقوم به الجمعية تجاه أحباب الله ورسوله (ص)، أن نشكر القائمين عليها؛ إدارةً ولجانًا عاملة وجميع العاملين في مختلف أقسامها، والشكر الأكبر والوافر لجميع الكافلين للأيتام، والداعمين لعمل الجمعية، من الرجال والنساء الذين لهم الدور البارز والرائد في تنمية وتطوير عملها في كل أبعادها الإنسانية، حتى أصبحت في مملكتنا الغالية يُشار إلى عطاءاتها المتنوعة؛ التعليمية والصحية والأخلاقية والثقافية والترفيهية، بكل فخر واعتزاز، وهي استطاعت بجدارة أن تكون العلامة البارزة في رعاية الأيتام، وقد اكتسبت خبرة واسعة من المؤسسة الخيرية الملكية، الرائدة في رعاية أيتام مملكة البحرين.

الجميل في الجمعية أن طموحاتها لأيتامها كبيرة ولا تقف عند حد معيّن، لأنها متجددة دائمًا بتجدد الثقافة الرعائية لليتيم لدى العاملين في الجمعية، وهذا الجانب تميزت به بشكل جلي. نقول بكل صراحة ووضوح وبعيدًا عن المجاملات والمبالغات: إن أعمال الجمعية تتحدث عن نفسها، ونعلم أن أمنياتها كبيرة تفوق كل التوقعات.. تتمنى أولًا وأخيرًا في الوقت الحاضر بعد دراستها المعمّقة لاحتياجات اليتيم في عالم يتسارع التطور والنماء العلمي والمهني في مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية.. أمام كل هذه التحديات والصعوبات التي تواجهها، تفكر جديًا بأن يكون للأيتام مركز رعائي شامل، لتلبّي من خلاله جميع احتياجات اليتيم الرعائية، وتوفير كل متطلباته الضرورية، وتأمل الجمعية من الجهات الرسمية المهتمة برعاية الأيتام الدفع بهذا المشروع الرائد إلى الأمام، ليكون واقعًا حقيقيًا على الأرض، يعمل بكل طاقته التشغيلية، بتكاتف الجهود الأهلية والرسمية، ومن المؤكد بتعاونها الجاد تستطيع الجمعية تحقيق طموحاتها للأيتام.
سيكون لهذه الفئة المحترمة الشأن الكبير في مختلف المجالات. لقد حاولت بجد قبل سنوات قليلة تأسيس المركز الرعائي، وخطت بثبات نحو تنفيذه، وبالفعل قامت باستئجار أرض كبيرة في إحدى مناطق البحرين، من دائرة الأوقاف الجعفرية، ولكن تعطّل المشروع بسبب تأخير الإجراءات الرسمية كثيرًا، ما جعلها تُعيد الأرض إلى الأوقاف؛ لكي لا تتحمّل أعباء مالية أكثر مما تحمّلته في السنوات التي دفعتها إلى الأوقاف، ورأت أن بقاء الأرض في حوزتها سنوات أكثر يكلّفها الكثير من الأموال من دون فائدة ترجى منها.. مع وجود كل هذه الصعوبات، لم يدخل اليأس في نفوس رئيس وأعضاء إدارتها، ولم يصِبهم الإحباط ما دامت هناك نفوس طيّبة وأيادٍ بيضاء معطاءة في مملكة البحرين، لتسهيل أمرها رسميًا وأهليًا، بعون الله تعالى، والثواب والأجر الوفير لأيّ جهة رسمية أو جهات أهلية أو رجال أعمال أو تجّار يمدون يد المساعدة ويسهمون بشكل مباشر أو غير مباشر بتسهيل الأمور لإنشاء وتشييد هذا الصرح الكبير للأيتام، الفئة التي أوصى بها رسولنا الأكرم (ص) مرارًا وتكرارًا، إذ قال (ص): «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة (وأشار للسبابة والوسطى)» أليست هذه المكافأة الكبيرة التي أعطاها الله تعالى لكافل اليتم وبلغها للأمة الإسلامية رسوله الكريم محمد بن عبدالله (ص) بكل وضوح؟ ألم يستحق المشروع الدعم الكافي لنيل المرتبة السامية في الجنة مع سيد الخلق والأنبياء والمرسلين (ص)؟ وتكون من أفضل القربات، ومن أثقل الأعمال في ميزان الحسنات ويجعله الله تعالى صدقة جارية للداعمين والمسهمين في المشروع، فالتسابق في هذا الاتجاه من أفضل السباقات في الدنيا والآخرة.
هنيئًا لكل فرد أو جماعة أو جهة رسمية أو أهلية أو مؤسسة تجارية تسهم بسخاء، بالجهد والرأي والمال، حتى تحقيقه للأيتام في وقت قياسي لم يخطر ببال أحد من المتابعين لطموحات والاحتياجات الأساسية للأيتام.

 

الروابط

اضغط على الرمز لفتح الرابط